عربى المدير العام
عدد المساهمات : 345 نقاط : 1124 تاريخ التسجيل : 25/10/2011 العمر : 35
| موضوع: فلنتذكر نعمة الله علينا الجمعة نوفمبر 11, 2011 7:18 pm | |
|
عُدّ معي ، و استمر معي للأخير : أنت تسمع ، غيرك لا يسمع . أنت تُبصر ، و غيرك أعمى . أنت تعقل ، و غيرك مجنون . أنت مُكرّم ، و غيرك ذليل . أنت تتكلّم ، و غيرك أبكم . أنت تشبع ، و غيرك لا يجد ما يسدّ به رمقه . أنت ترتوي ، و غيرك جافّ يعيش في جفاف . لديك ثلاجة و جهاز تكييف . لديك فرن و منزل تأوي إليه ، و غيرك لا يمتلك بعض هذا أو حتى كله .
أنت في أمنٍ تستطيع من خلاله عبادة الله و السعي لطلب الرزق ، غيرك في خوفٍ دائمٍ لا يستطيع أن يخرج من مأواه - إن كان له مأوى - .
لديك قدمان و يدان و رئتان تتنفسان . لديك أعضاء كثيرة في جسدك ، كلها سليمة .
لو أخذنا واحدة من هذه النِعم ، كـ "الدماغ" مثلاً ، لوجدناها هي وحدها مليئة بالنِعم ؛ كالقدرة على التفكير ، و القدرة على التخيّل ، و القدرة على الحفظ ، و القدرة على المقارنة ، و القدرة على صياغة الأفكار ، و القدرة على الاستنتاج ، و القدرة على الفهم ، و أشياء كثيرة لا تُعدّ و لا تُحصى كالأشياء العاطفية مثلاً .
ماذا ينقصنا ؟
حين نُلقي هذا السؤال على أنفسنا بعد هذا الكم الهائل من النِعم - التي لا نستطيع حصرها - لكأننا من خلال جزعنا نطلب الكمال ؛ لأن ما ينقصنا هي أشياء قليلة جداً لا تكاد أن تُرى مقارنة بما لدينا - و ليس في البحث عيب - ، و لكن العيب هو الجزع من الله و أقداره التي أكرمتنا .
مثلاً ، ماذا ينقصك شخصياً مقارنة بما عندك ؟ صدقني لن تجد أكثر من شيئين أو ثلاثة أشياء بالكثير . و تلك الأشياء قد يشتري بها الأعمى نصف بصره الذي تتنعم به ، أو يشتري بها المعاق نصف مشيه الذي تمشي به . و قس هذا على الأصم و الأبكم .
لذلك يجب أن تُدرك تماماً ، أنه لا يوجد بشر مُكتمل في النِعم على هذه البسيطة ؛ فكمالنا في الجنة فقط . ربما تجد ظاهرياً من حصل على كل النِعم ، و لكن لو اقتربت منه و فتّشت فيه ، لوجدته مصاباً إما بالهمّ و الغمّ أو بالحَزَن ، أو بأمراضٍ باطنية كالضغط و أو السُكّر أو القلب أو جميعها أو بعضها أو غيرها ، و التي تجعله إنساناً غير قادر بما لديه على الاستمتاع و اللذة . و لو حصل له لابتاع - أي اشترى - صحته بكل ما عنده .
لو كنت مخيراً بين اختيار نِعمك شرط أن تختار معها نِقمك - و هذه هي سنة الحياة - لفضّلت - غالباً - أن تكون على ما أنت عليه الآن . لذلك إحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به غيرك و فضلك على كثير من خلقه .
"من يبيعني (بصره) بكل ثروتي التي ملأت الدنيا ؟" هكذا قال أحد العميان في يومٍ من الأيام .
و أخيراً ؛ لا تنسى أن تعد كل نعمةٍ ترفل بها الآن ، كما لا تنسى أن تحمد الله عليها مدداً ؛ حتى يشكرك ، فيُبارك لك فيها و تستمر معك .
هو كلام يعرفه الجميع ، و لكنه تذكرة .
| |
|