عربى المدير العام
عدد المساهمات : 345 نقاط : 1124 تاريخ التسجيل : 25/10/2011 العمر : 35
| موضوع: قصة صــاحــــــب الابتســـــــامـه الثلاثاء ديسمبر 13, 2011 6:51 pm | |
| ما اصعب الحقيقه حين لا تعلم انها حقيقه فعلا واقعيه موجوده انت تراها وغيرك لا يراها.. حقا صعبه تلك الحقيقه. "شهد" جميله جدا رقيقه مثقفه هادئه.. خجوله جدا جدا,, لم تكن ايامها دائما مختلفه بل متشابها لا تختلف عن ما سبقها من ايام. لديها اخوه واخوات كثر في ظل والديها اعز ما لديها في هذه الدنيا العريضه. بدأت شهد ذات الاربع وعشرين ربيعا تراه في كل يوم مره في بادئ الوقت حتى تحول هذا الشي الى اربع مرات في اليوم ومن ثم اصبح يلازمها كظلها لا يفارقها ابدا ابدا.. حتى غرفتها وعند تبديل ملابسها اصبحت تعتاده يوميا بل كل لحظه تراه بوجه الجميل وبابتسامته الرقيقه وطوله الممشوق وملابسه التقليديه.. بل انها اصبحت لا تتقبل فراقه عنها.. وجهه اصبح مالوف لديها.. بل انها قد جعلته ونيسها تشكي له وتتكلم معه وتنام في آمان في ظل يقينها بوجود من هو حارس لها يحرسها حتى تصحو على رؤيت وجهه المبتسم.. بل انها ربما احست بعطره المميز ورائحته العطره تملئ المكان عند حضوره.. وكل ذالك واهلها لايرونه ابدا ابدا.. فقد شكت وناحت ومرضت لشعورها بوجوده وحدها فقط دون اهلها.. فلم يستطيعوا اهلها ان يصدقوا روايتها فهي اقرب للخيال منها للحقيقه. في بادئ الامر كانوا وما زالوا يعتقدون بانها مريضه او ممسوسه.. وحتى هي نفسها اصبحت تشك في قواها العقليه.. ولكن مع الايام اصبحت تصدق نفسها فهي انسانه رزينه ومكتمله بالعقل والايمان كما يشهد لها الناس اجمع. توالت الايام ولم تعد تشتكي من وجوده في حياتها هذا الشي العجيب.. فلم تجد منه ما يجعلها تخافه او تنفر منه.. فقد كان وما زال هذا الرجل هادئ مبتسم ..لا يتكلم اوحتى يجيب على تساؤلها.. وقد اعتادت منه ذالك وتأقلمت على ذلك الوضع العجيب. بل انها اصبحت تقيمه بنظرة المعجب المحب.. كان لطيف ملامحه رقيقه وجذابه ولا تخلو ملامحه من خشونة الرجل العربي بل الخليجي بالذات.. كان دائما مكتوف الايدي مبتسم ورأسه مائل قليلا يمينا مع وجود ابتسامه رائعه بكل ما تحمل هذه الكلمه من معنى.. وكأنه زير نساء لديه خلفيه ودرايه بنزاوات ورغبات النساء.. كانت متأكده بان كل فتاه أو امرأه لو شاهدنه لأحبنه كما احبته هي الأن.. ولكن كيف ذلك وحتى صديقتها المقربه اليها لا تشاهده معها في الغرفه.. فكأنه حلم وسراب بل هو كذلك فكيف تحبه وكيف احبته. مرت ثلاث سنوات وهي وهذا الرجل او هذا الشبح الجميل في بيت واحد وغرفه واحده يجمعهم الحب والاحترام ولا شي غير ذلك. حتى تزوجت بعد هذه الثلاث سنوات فلم تعد ترى له اثر .. اصبح مجر خيال مر في يوم من الايام لا ثلاث سنوات.. بل انها اعتادت على غيابه في فترة خطوبتها وعقد قرانها وحتى كان اخر يوم تشاهده فيها في يوم زفافها بالتحديد.. فكان اخر لقاء بينهم وكان بابتسامته المعهوده ايضا.. لم تفارق محياه بل ظل مبتسما حتى خرجت من غرفتي الى بيت زوجي.. عندها لم اعد اراه ابدا ابدا.. وها انا اكمل الثلاثين في هذا اليوم بالتحديد وكلي امل ان اشاهد هذا الوجه الجميل.. ذكريات جميله تذكرتها الآن وانا اقف هنا في شرفتي في بلد الغربه البعيده والتي تكثر بها الثلوج البارده مع زوجي في رحله دراسته الطويله. زوجي ليس بقريب لي .. وذات يوم كنت وحدي في زياره لوطني وكنت في ضيافة اهلي حيث كانت ايام جميله مرة وكأنها الحلم.. ذهبت مع والدتي الى بيت عمي في زيارة لهم قبل سفري لزوجي في بلاد الغربه.. واذ اراهم يشاهدون الصور القديمه والتي لها ذكريات جميله جدا.. في بادئ الامر لم اجعل للامر اهميه حتى وقعت عيني على صورة شاب مراهق له ذات الملامح عينها التي كنت اراها بذلك الشخص انذاك.. اخذتها من بينهم وكنت اتمعن بها جيدا.. نعم هو انا متاكده بل كل الاكيد بانه هو ذاك الشبح .. لا ليس شبح بل ذاك الرجل الذي كنت اراه دائما.. الوجه المبتسم.. وهاهو ايضا مبتسم في هذه الصوره.. يا للعجب.. جميعهم شاهدو اثر التعجب والتسائل على وجهي.. ولم يمضي الوقت طويلا حتى شاهدتني امي وشاهدت نظراتي التساؤليه.. حتى اخبرتني بأن هذا الرجل هو ابن عمي المتوفي عندما كان عمري انذاك خمسة عشر وكان هو يكمل دراسته خارج البلاد .. حتى توفي هناك وفاة طبيعيه.؟؟ ولكن كيف ..وانا لم اعرفه قبل ولم اشاهده..؟؟؟؟ وقد اخبرتني امي باني صغيره عندما ذهب للدراسه بالخارج فهو يكبرني بعشر سنوات. وتوقفت امي عند ذلك.. وعرفت الحقيقه.. انه هو ابن عمي.. كم كنت جميلا .. هل كان يكن لي الحب.. هل احبني؟؟ هل وهل وهل وهل....؟؟؟؟ خالد احبك.. حتى وان كان الموت قد اخذك عني فقد كنت تلازمني في يوم من الايام كظلي.. بل في تلك السنوات.
| |
|